الرقصـــة المولويــــة .. نغمـــة الحـــب الإلهي
صفحة 1 من اصل 1
الرقصـــة المولويــــة .. نغمـــة الحـــب الإلهي
(((( منقول )))))
بيلا نيوز - يوسف صوافطـة
* تتعدى رقصة المولوية في ظاهرها عن كونها مجرد لوحة تعبيرية سمتها إيماءات الجسد ضمن توليفة من الموسيقى و التواشيح فتحقق بذلك الادهاش و المتعة للجمهور. تحمل الرقصة في موضوعها بعدا فلسفيا عميقا يتجلى فيه صوفية الحب الالهي باسمى صورها، فرقصة المولوية مزيج من الشعر و الحكمة و الفلسفة و الموسيقى و حركات الجسد التي تجسد حالة عشق يسمو فيها المولوي ( الدرويش ) عن كل ما هو ارضي نحو روحانية تصعد به الى اقصى درجات العشق الالهي و بهذا تحفظ المولوية ارث صاحبها الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي الذي اسسها في قونية وسنها له و لأتباعه و مريديه بعد ان استقر به الحال هو ووالده بهاء الدين في بلاد الاناضول التي هاجر اليها من خراسان ( افغانستان ) ، بعد غزو المغول لها
و كان لهما ان يستقرا في قونية و بأمر من السلطان السلجوقي علاء الدين كيفياد تم بناء مدرسة جلال الدين ووالده و بعد وفاة الأب تسلم الشاعر جلال الدين زمام الامور في المدرسة و صار يعرف بمولانا بين تلاميذه و مريديه و عامة الناس وعن تعاليمه الصوفية فقد تلقاها من استاذه برهان الدين الترمذي حيث تتلمذ على يده تسع سنوات مما مكنه ان ينبغ في الشعر و الفلسفة و العلوم و الموسيقى ، ومن شمس الدين التبريزي تعلم الرومي الحكمة و زاد معرفته بالفلسفة ، ومما زاده تعمقا في الصوفية التقاؤه بالشيخ محي الدين ابن عربي في دمشق وكان ذلك أثناء بحثه عن استاذه التبريزي الذي هاجر إلى دمشق، وعن ابن عربي تعلم العلوم الباطنية التأويلية وحين عاد الي قونية بعد يأسه من العثور على أستاذه صار مرشدا وواعظا ومبشرا بالحب ، وعن اصل الدوران في رقصة المولوية يحكي أن الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي كان يتجول في السوق و أثناء توقفه امام احد الدكاكين هبطت عليه نغمة الحب الالهي فاخذ يدور حول نفسه مرددا ذكر الله فانضم صاحب الدكان واخذا يدوران معا مرددين ذكر الله ، وكانت هذه اللحظة اول الأبجدية في رقصة الحب الالهي ( المولوية ).
وبما أن جلال الدين اخذ على عاتقه هو و مريدوه نشر الدين الإسلامي في بلاد الأناضول فانه ذهب للناس بما يحمله من الحب وبرقصته المولوية فدخل قلوب الاخرين بطريقته الصوفية فهو الذي كان يقول لهم " كن ماتكون ، فبابنا مفتوح لك دائما ، ليس بابنا باب قنوط ، بل هو دائما باب الإيمان فالله سبحانه من صفاته العفو " .
وهكذا كان للناس الاطلاع على طريقة المولوية و معرفة فلسفتها الصوفية وما تدعو إليه من تسامح مطلق وحب وخير وهذا ما أكده الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي بقوله ((إن شغلي هو المحبة وبيت الحبيب مفتوح للجميع )). ويعرف عن جلال الدين انه كان متصوفا بحق فلم يكن متصوفا سلبيا زاهدا عن الحياة متقوقعا ضمن حلقة ضيقة ، بل كان الرومي تواقا للحياة محبا للعمل وداعيا للجهاد للأخذ بأسباب المعاش.
إن الجهد الذي بذله الرومي وأتباعه جعل الطريقة المولوية تنتشر في بلاد الإسلام ولاقت الطريقة المولوية انتشارا واسعا في البلاد العربية كمصر و الشام و بلاد المغرب العربي حيث تعرف لديهم باسم الحضرة .
و صار لها جماعتها و مريدوها في أرجاء العالم . ومن أشهر معلميها في دمشق صبري مدلل والشيخ حمزة شكور وقد ساهم كلاهما في تطوير رقصة المولوية و زيادة انتشارها فعلى يديهما تطورت الرقصة مع تطور الموسيقى و الحياة ، وصار لها طابعها العربي بعيدا عن طابعها التركي ، وصارت الرقصة تعتمد على الموشحات السماعية و التنويعات الموسيقية باستخدام آلات مختلفة تجمع ما بين النفخ و الإيقاع و الوتر كالطنبور و الناي و الدف و القانون ، كما ادخل للرقصة عناصر جديدة إلى الوصلات المقدمة و المقامات و الأوزان و التواشيح محافظة على روح المولوية في أصل حكايتها الأولى كما أراد لها جلال الدين الرومي .
فالتوليفة هي توليفة صوفية . لكنها مولوية و يجدر الإشارة بان الحركات الصوفية كالرفاعية و الشاذلية و النقشبندية تختلف بطريقتها الصوفية عن المولوية ، فالرفاعية يعتمدون الدوران أثناء المشي إلى اليمين والى اليسار مع ذكر الله ، أما الشاذلية فإنهم يذكرون الله وهم واقفون متمايلون إلى الامام و والى الخلف .
و النقشبندية يذكرون الله وهم جالسون ، أما المولوية فإنها تختلف إذ انها تتألف من حلقة تضم 25 درويشا و يختلف العدد حسب كبر وصغر الحلقة أو الفرقة ، ويرتدي أفراد الفرقة المولوية عباءة فوق رداء ابيض طويل ، و يحيط بنصفه الأسفل تنورة واسعة بيضاء مفتوحة من الامام و يعتمرون طرابيش طويلة تسمى ( السيك ) يقود الفرقة رئيس الطريقة المولية وهو شيخ يميز من عمامته الملفوفة على الطربوش و تسمى الدستار وغالبا يتصدر الشيخ صالة العرض أو الساحة التي يتم فيها الرقص ، والى جانب الراقصين يجلس أعضاء الفرقة الموسيقية و المنشدون .
أما عن الفرقة المولوية فيمكن ملاحظتها من البساط الأحمر الذي يفترش ساحة الرقص ويرمز إلي لون السماء عند الغروب . كما يلاحظ أن الراقصين ينقسمون إلى قسمين و ثمة دلالة في ذلك إذ يفصل بينهما خط وهمي هو خط الاستواء ويعتبر هذا الخط محرما على الراقصين الدراويش السير فوقه لأنه يمثل الصراط المستقيم في الطريق إلى الحقيقة الإلهية .
قبل الرقص يتم تهيئة الراقصين بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم ، وبأداء الصلاة إذا حان وقتها ، وبإنشاد وغناء التواشيح القديمة ، وعندما يدق الطبل أربع مرات يعني أن إشارة البدء قد حانت ، عندها يبدأ الناي و القانون لونا من التقاسيم.
يقف الراقصون عندها ويبدءون السير خطوة خطوة في دورة ثلاثية حول القاعة ثم يتوقفون على شكل دائري وينحنون في تحية لرئيس الطريقة المولية . بعدها يعودون على أنغام الموسيقى الى حلقتهم ، وقد رفعوا اذرعتهم وضموها الى صدورهم ، بينما تستند الأكف الى الأكتاف وتنحني الرؤوس الى أسفل ويبدأ الجميع الدوران حول أنفسهم ببطء ، وتهبط اكفهم عن الأكتاف ثم تمتد اذرعتهم أفقيا بشكل تدريجي اخذين بالاعتبار نغمات الموسيقى وخلال الموسيقى تبدأ اليد اليمنى ترتفع مع تحريك الجذع الى أعلى و تنخفض اليد اليسرى الى الجانب الآخر مع حركة الكتف ولهذه الحركات فلسفتها الصوفية الخاصة بهم فالحركات تعني أن كل شيء في هذا الكون هو في حركة دائمة ، وان اليد اليمنى حين ترتفع نحو السماء فهي تأخذ البركة من الله لمنح الخير و المحبة و العطاء للناس ، بينما تكون اليد اليسرى مضمومة الى الصدر قرب القلب الممتلئ بمحبة الله ، ويدور الدرويش في رقصته حول نفسه مستندا على إحدى أصابع قدميه بينما القدم الأخرى منبسطة وتدور مع دوران الجسد ، ويخفض الدراويش أبصارهم خلال الأداء ، والرأس تنحني ناحية الكتف وعند الإسراع في الدوران تدور أرديتهم البيضاء كأنها مظلة ليشكل الدراويش لوحة تعبيرية صوفية تثير الإدهاش و الإعجاب و تبعث على تواصل روحاني مع طريقتهم الصوفية .
وتحمل لغة الدوران و الحركات بعدا فلسفيا جديدا يرمزالى الفصول الأربعة والحركة الكونية الفلكية لدوران الارض حول محورها و دورانها حول الشمس و يترنم الراقصون ضمن هذه الفلسفة بالحمد و الشكر لله تعالى .
ومما يعرف عن الراقصين الذين ينضمون الى الفرقة المولوية أنهم يدخلون الطريقة المولوية الصوفية في سن مبكر ويحتاج الراقص الى عشر سنوات على الأقل ليصبح مولويا في حلقة مولوية وهذا ما يفسر صبر الراقصين ساعات طويلة أثناء الدوران لأنهم لم يصلوا ببساطة الى أسمى درجات العشق الإلهي ، بل بذلو جهدا عظيما للوصول الى تلك النغمة الإلهية .
إن الطريقة المولوية بما تحمله من معاني و حركات تنم عن نظام روحي له فلسفته الخاصة في الحب الإلهي ، نشأت معه منذ بدأت مع مؤسسها جلال الدين الرومي واستمرت تحمل نفس المضمون وان اختلفت طريقة الأداء أو تنوع الشكل ، فالمولية لوحة تعبيرية تجسد في منظومتها فلسفة العشق ورقصة الحب الإلهي .
السلام على روح من جعل الرقص عبادة .
بيلا نيوز - يوسف صوافطـة
* تتعدى رقصة المولوية في ظاهرها عن كونها مجرد لوحة تعبيرية سمتها إيماءات الجسد ضمن توليفة من الموسيقى و التواشيح فتحقق بذلك الادهاش و المتعة للجمهور. تحمل الرقصة في موضوعها بعدا فلسفيا عميقا يتجلى فيه صوفية الحب الالهي باسمى صورها، فرقصة المولوية مزيج من الشعر و الحكمة و الفلسفة و الموسيقى و حركات الجسد التي تجسد حالة عشق يسمو فيها المولوي ( الدرويش ) عن كل ما هو ارضي نحو روحانية تصعد به الى اقصى درجات العشق الالهي و بهذا تحفظ المولوية ارث صاحبها الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي الذي اسسها في قونية وسنها له و لأتباعه و مريديه بعد ان استقر به الحال هو ووالده بهاء الدين في بلاد الاناضول التي هاجر اليها من خراسان ( افغانستان ) ، بعد غزو المغول لها
و كان لهما ان يستقرا في قونية و بأمر من السلطان السلجوقي علاء الدين كيفياد تم بناء مدرسة جلال الدين ووالده و بعد وفاة الأب تسلم الشاعر جلال الدين زمام الامور في المدرسة و صار يعرف بمولانا بين تلاميذه و مريديه و عامة الناس وعن تعاليمه الصوفية فقد تلقاها من استاذه برهان الدين الترمذي حيث تتلمذ على يده تسع سنوات مما مكنه ان ينبغ في الشعر و الفلسفة و العلوم و الموسيقى ، ومن شمس الدين التبريزي تعلم الرومي الحكمة و زاد معرفته بالفلسفة ، ومما زاده تعمقا في الصوفية التقاؤه بالشيخ محي الدين ابن عربي في دمشق وكان ذلك أثناء بحثه عن استاذه التبريزي الذي هاجر إلى دمشق، وعن ابن عربي تعلم العلوم الباطنية التأويلية وحين عاد الي قونية بعد يأسه من العثور على أستاذه صار مرشدا وواعظا ومبشرا بالحب ، وعن اصل الدوران في رقصة المولوية يحكي أن الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي كان يتجول في السوق و أثناء توقفه امام احد الدكاكين هبطت عليه نغمة الحب الالهي فاخذ يدور حول نفسه مرددا ذكر الله فانضم صاحب الدكان واخذا يدوران معا مرددين ذكر الله ، وكانت هذه اللحظة اول الأبجدية في رقصة الحب الالهي ( المولوية ).
وبما أن جلال الدين اخذ على عاتقه هو و مريدوه نشر الدين الإسلامي في بلاد الأناضول فانه ذهب للناس بما يحمله من الحب وبرقصته المولوية فدخل قلوب الاخرين بطريقته الصوفية فهو الذي كان يقول لهم " كن ماتكون ، فبابنا مفتوح لك دائما ، ليس بابنا باب قنوط ، بل هو دائما باب الإيمان فالله سبحانه من صفاته العفو " .
وهكذا كان للناس الاطلاع على طريقة المولوية و معرفة فلسفتها الصوفية وما تدعو إليه من تسامح مطلق وحب وخير وهذا ما أكده الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي بقوله ((إن شغلي هو المحبة وبيت الحبيب مفتوح للجميع )). ويعرف عن جلال الدين انه كان متصوفا بحق فلم يكن متصوفا سلبيا زاهدا عن الحياة متقوقعا ضمن حلقة ضيقة ، بل كان الرومي تواقا للحياة محبا للعمل وداعيا للجهاد للأخذ بأسباب المعاش.
إن الجهد الذي بذله الرومي وأتباعه جعل الطريقة المولوية تنتشر في بلاد الإسلام ولاقت الطريقة المولوية انتشارا واسعا في البلاد العربية كمصر و الشام و بلاد المغرب العربي حيث تعرف لديهم باسم الحضرة .
و صار لها جماعتها و مريدوها في أرجاء العالم . ومن أشهر معلميها في دمشق صبري مدلل والشيخ حمزة شكور وقد ساهم كلاهما في تطوير رقصة المولوية و زيادة انتشارها فعلى يديهما تطورت الرقصة مع تطور الموسيقى و الحياة ، وصار لها طابعها العربي بعيدا عن طابعها التركي ، وصارت الرقصة تعتمد على الموشحات السماعية و التنويعات الموسيقية باستخدام آلات مختلفة تجمع ما بين النفخ و الإيقاع و الوتر كالطنبور و الناي و الدف و القانون ، كما ادخل للرقصة عناصر جديدة إلى الوصلات المقدمة و المقامات و الأوزان و التواشيح محافظة على روح المولوية في أصل حكايتها الأولى كما أراد لها جلال الدين الرومي .
فالتوليفة هي توليفة صوفية . لكنها مولوية و يجدر الإشارة بان الحركات الصوفية كالرفاعية و الشاذلية و النقشبندية تختلف بطريقتها الصوفية عن المولوية ، فالرفاعية يعتمدون الدوران أثناء المشي إلى اليمين والى اليسار مع ذكر الله ، أما الشاذلية فإنهم يذكرون الله وهم واقفون متمايلون إلى الامام و والى الخلف .
و النقشبندية يذكرون الله وهم جالسون ، أما المولوية فإنها تختلف إذ انها تتألف من حلقة تضم 25 درويشا و يختلف العدد حسب كبر وصغر الحلقة أو الفرقة ، ويرتدي أفراد الفرقة المولوية عباءة فوق رداء ابيض طويل ، و يحيط بنصفه الأسفل تنورة واسعة بيضاء مفتوحة من الامام و يعتمرون طرابيش طويلة تسمى ( السيك ) يقود الفرقة رئيس الطريقة المولية وهو شيخ يميز من عمامته الملفوفة على الطربوش و تسمى الدستار وغالبا يتصدر الشيخ صالة العرض أو الساحة التي يتم فيها الرقص ، والى جانب الراقصين يجلس أعضاء الفرقة الموسيقية و المنشدون .
أما عن الفرقة المولوية فيمكن ملاحظتها من البساط الأحمر الذي يفترش ساحة الرقص ويرمز إلي لون السماء عند الغروب . كما يلاحظ أن الراقصين ينقسمون إلى قسمين و ثمة دلالة في ذلك إذ يفصل بينهما خط وهمي هو خط الاستواء ويعتبر هذا الخط محرما على الراقصين الدراويش السير فوقه لأنه يمثل الصراط المستقيم في الطريق إلى الحقيقة الإلهية .
قبل الرقص يتم تهيئة الراقصين بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم ، وبأداء الصلاة إذا حان وقتها ، وبإنشاد وغناء التواشيح القديمة ، وعندما يدق الطبل أربع مرات يعني أن إشارة البدء قد حانت ، عندها يبدأ الناي و القانون لونا من التقاسيم.
يقف الراقصون عندها ويبدءون السير خطوة خطوة في دورة ثلاثية حول القاعة ثم يتوقفون على شكل دائري وينحنون في تحية لرئيس الطريقة المولية . بعدها يعودون على أنغام الموسيقى الى حلقتهم ، وقد رفعوا اذرعتهم وضموها الى صدورهم ، بينما تستند الأكف الى الأكتاف وتنحني الرؤوس الى أسفل ويبدأ الجميع الدوران حول أنفسهم ببطء ، وتهبط اكفهم عن الأكتاف ثم تمتد اذرعتهم أفقيا بشكل تدريجي اخذين بالاعتبار نغمات الموسيقى وخلال الموسيقى تبدأ اليد اليمنى ترتفع مع تحريك الجذع الى أعلى و تنخفض اليد اليسرى الى الجانب الآخر مع حركة الكتف ولهذه الحركات فلسفتها الصوفية الخاصة بهم فالحركات تعني أن كل شيء في هذا الكون هو في حركة دائمة ، وان اليد اليمنى حين ترتفع نحو السماء فهي تأخذ البركة من الله لمنح الخير و المحبة و العطاء للناس ، بينما تكون اليد اليسرى مضمومة الى الصدر قرب القلب الممتلئ بمحبة الله ، ويدور الدرويش في رقصته حول نفسه مستندا على إحدى أصابع قدميه بينما القدم الأخرى منبسطة وتدور مع دوران الجسد ، ويخفض الدراويش أبصارهم خلال الأداء ، والرأس تنحني ناحية الكتف وعند الإسراع في الدوران تدور أرديتهم البيضاء كأنها مظلة ليشكل الدراويش لوحة تعبيرية صوفية تثير الإدهاش و الإعجاب و تبعث على تواصل روحاني مع طريقتهم الصوفية .
وتحمل لغة الدوران و الحركات بعدا فلسفيا جديدا يرمزالى الفصول الأربعة والحركة الكونية الفلكية لدوران الارض حول محورها و دورانها حول الشمس و يترنم الراقصون ضمن هذه الفلسفة بالحمد و الشكر لله تعالى .
ومما يعرف عن الراقصين الذين ينضمون الى الفرقة المولوية أنهم يدخلون الطريقة المولوية الصوفية في سن مبكر ويحتاج الراقص الى عشر سنوات على الأقل ليصبح مولويا في حلقة مولوية وهذا ما يفسر صبر الراقصين ساعات طويلة أثناء الدوران لأنهم لم يصلوا ببساطة الى أسمى درجات العشق الإلهي ، بل بذلو جهدا عظيما للوصول الى تلك النغمة الإلهية .
إن الطريقة المولوية بما تحمله من معاني و حركات تنم عن نظام روحي له فلسفته الخاصة في الحب الإلهي ، نشأت معه منذ بدأت مع مؤسسها جلال الدين الرومي واستمرت تحمل نفس المضمون وان اختلفت طريقة الأداء أو تنوع الشكل ، فالمولية لوحة تعبيرية تجسد في منظومتها فلسفة العشق ورقصة الحب الإلهي .
السلام على روح من جعل الرقص عبادة .
william salh- Admin
- عدد المساهمات : 120
نقاط : 340
تاريخ التسجيل : 19/02/2014
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى